انطلاق المنتدى الافتراضي للاتحاد الإفريقي للإذاعات بالشراكة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيطالية بدعوة قوية لتحرّك إعلامي لمواجهة جرائم قتل النساء في إفريقيا
- gaoudairene
- قبل 5 دقائق
- 4 دقيقة قراءة

افتتح الاتحاد الإفريقي للإذاعات (AUB)، بالشراكة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيطالية (RAI)، يوم الاثنين 15 ديسمبر 2025، رسميًا المنتدى الافتراضي حول التغطية الإعلامية لجرائم قتل النساء في إفريقيا، بمشاركة صحفيين، وخبراء قانونيين، وأكاديميين، وصنّاع سياسات، وشركاء دوليين من مختلف أنحاء القارة وخارجها.
ويُعقد هذا المنتدى، الذي يمتد على مدار يومين، تحت شعار «من الوعي إلى الفعل: الإعلام من أجل سلامة النساء»، في إطار مبادرة قارية للاتحاد الإفريقي للإذاعات تهدف إلى تعزيز قدرات الصحفيين الأفارقة على التغطية المسؤولة لجرائم قتل النساء، والتحقيق في الإخفاقات المنهجية، والمساهمة في جهود الوقاية والمساءلة.
وزيرة شؤون المرأة النيجيرية تدعو إلى صحافة مسؤولة واستقصائية

وفي كلمتها الافتتاحية، وصفت وزيرة شؤون المرأة في نيجيريا، الحاجة إيمان سليمان إبراهيم، التي مثّلها المستشار التقني للوزيرة المكلّف بالاستراتيجية والسياسات، مايك إيمافيدور، ظاهرة قتل النساء (Femicide) بأنها من أكثر أزمات حقوق الإنسان والتنمية إلحاحًا التي تواجه القارة الإفريقية حاليًا. واستنادًا إلى بيانات حديثة صادرة عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women) ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، أشارت إلى أن إفريقيا تسجّل اليوم أعلى عدد وأعلى معدل لجرائم قتل النساء على مستوى العالم.
وسلّطت الضوء على الجهود المتواصلة التي تبذلها نيجيريا، لاسيما تعزيز المنصة الوطنية لبيانات العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتوسيع مراكز الإحالة لضحايا الاعتداءات الجنسية، وتطبيق قانون حظر العنف ضد الأشخاص، فضلًا عن حملات التوعية الوطنية الشاملة. وأشادت الوزيرة بتنظيم الاتحاد الإفريقي للإذاعات لهذا المنتدى، معتبرةً أن الإعلام يُعد شريكًا محوريًا في جهود الوقاية، وتحقيق العدالة، وإحداث التحول الاجتماعي.
المدير العام للاتحاد الإفريقي للإذاعات: «زمن الاكتفاء بالرثاء الإعلامي قد انتهى»
وفي كلمته، رحّب المدير العام للاتحاد الإفريقي للإذاعات، السيد غريغوار نجاكا، بالمشاركين باسم 85 مؤسسة إعلامية عضوة في الاتحاد، داعيًا إياهم إلى الوقوف دقيقة صمت ترحّمًا على ضحايا جرائم قتل النساء عبر القارة الإفريقية.

ووصف المدير العام للاتحاد الإفريقي للإذاعات قتل النساء بأنه أزمة متفاقمة ذات أبعاد أخلاقية واجتماعية وإحصائية، مشيرًا إلى الارتفاع المقلق في عدد الحالات المبلّغ عنها في عدة بلدان إفريقية، وإلى معطيات تفيد بأن أكثر من 20 ألف امرأة قُتلن في القارة خلال عام واحد. وأوضح أن تفشّي هذه الجرائم يجد بيئة مواتية في هشاشة الأطر القانونية، وعدم انتظام إنفاذ القانون، والممارسات الثقافية الضارة، والجمود القضائي.
وأكد السيد نجاكا أن دور الإعلام يجب أن يتجاوز مجرد تغطية الوقائع المأساوية باعتبارها «قصصًا إنسانية معزولة»، داعيًا إلى صحافة استقصائية تكشف الثغرات القانونية، وبطء الإصلاحات القضائية، وإخفاقات المساءلة السياسية، إلى جانب إتاحة المجال لأصوات الناجيات، ودراسة الآثار الاجتماعية والنفسية طويلة الأمد للعنف القائم على النوع الاجتماعي.

وأعلن السيد غريغوار نجاكا أن الاتحاد الإفريقي للإذاعات أنجز أول مسح حصري حول كيفية تناول غرف الأخبار الإفريقية لجرائم قتل النساء، مبرزًا أن نتائجه كشفت عن نقائص ملحّة في المهارات المهنية، والأخلاقيات الصحفية، وعمق العمل الاستقصائي، ومراعاة الحساسية الجندرية في التغطية الإعلامية.
وأضاف أن هذا المنتدى يجسّد التزام الاتحاد الإفريقي للإذاعات بالانتقال من الخطاب إلى الفعل، من خلال برامج تدريبية منهجية، وأطر أخلاقية واضحة، وشراكات استراتيجية، ولا سيما مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيطالية.
هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيطالية تشدّد على التضامن الدولي ومسؤولية وسائل الإعلام
مديرة العلاقات الدولية والشؤون الأوروبية في هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيطالية السيدة سيمونا مارتوريلي، أكدت مجددًا التزام الهيئة بالتعاون الدولي في مجال المساواة بين الجنسين ومسؤولية الإعلام.

وأبرزت السيدة سيمونا مارتوريلي، الدور المحوري الذي تضطلع به هيئات البث العمومي في تشكيل المواقف العامة، والتأثير على أنظمة العدالة، وتعزيز التعاون العابر للحدود بشأن القضايا الحساسة مثل جرائم قتل النساء.
كما أشارت إلى أن الشراكات مثل مبادرة AUB–RAI تعتبر أساسية لتبادل أفضل الممارسات، وتعزيز القدرات الاستقصائية، وضمان حماية أفضل للصحفيين عند تغطية القصص عالية المخاطر.
اليوم الأول من المنتدى: التركيز على البيانات والقانون وأداء غرف الأخبار

وأدار جلسات اليوم الأول رئيس قسم اللغة الإنجليزية في الاتحاد الإفريقي للإذاعات، أونينغي فايْنفايس، كما قدمت مارغريت كومول، رئيسة قسم المشاريع والتدريب بالاتحاد، نتائج مسح الاتحاد الإفريقي للإذاعات حول تغطية جرائم قتل النساء في الإعلام الإفريقي.
وكشف المسح تحديات غرف الأخبار، المخاطر الأمنية، الإشكالات الأخلاقية ونقص التدريب للصحفيين الإفريقيين.


بعد ذلك تم عرض دراسة حالة من غرف الأخبار في كل من NTA نيجيريا، CRTV الكاميرون، TVT توغو، وRAI راديو، حيث سلطت الضوء على التجارب العملية، والتحديات، والدروس المستفادة في تغطية جرائم قتل النساء في سياقات وطنية مختلفة.

وخلال اليوم الأول من المنتدى، تم تنظيم حوار عابر للحدود حول الأبعاد القانونية والأمنية لتغطية جرائم قتل النساء، بمشاركة المحامية إندورانس إندويل-تشيندا (دكتوراه) من رابطة المحاميات الإفريقيات، والمحامية إيلاريا بويانو (دكتوراه)، المتخصصة في حقوق المرأة والقانون الجنائي.

استعرضت الجلسة كيفية تمكين التحقيقات الإعلامية من دعم المسارات القضائية بشكل أفضل، دون المساس بكرامة الناجيات أو سلامة الصحفيين.
معالجة الأعراف الثقافية وتأطير الإعلام

تحوّلت المناقشات لاحقًا إلى الدوافع المجتمعية العميقة لجرائم قتل النساء. ففي جلسة محورية بعنوان «فهم الأعراف الثقافية كمحركات لجرائم قتل النساء في إفريقيا»، استعرضت الدكتورة إيفلين مينغيه آ كونغ، صحفية وأستاذة بالمدرسة العليا للإعلام والاتصال في الكاميرون، كيف تسهم الأعراف الاجتماعية الراسخة، وعلاقات القوة، وأنظمة المعتقدات في تكريس العنف القائم على النوع الاجتماعي.
ودعت الدكتورة الصحفيين إلى معالجة القضايا الثقافية بنقد ومسؤولية، دون تعزيز الصور النمطية، مع إشراك الفاعلين التقليديين والمجتمعيين كجزء من جهود الوقاية.
الاتحاد الإفريقي للإذاعات يعتبر الإعلام فاعلًا أساسيًا في الوقاية وتحقيق العدالة

من خلال هذا المنتدى النوعي، جدّد الاتحاد الإفريقي للإذاعات (AUB) دوره الريادي في تعزيز صحافة التنمية، والتغطية الحساسة للنوع الاجتماعي، والتميز في الصحافة الاستقصائية عبر إفريقيا. ومن خلال جمع صانعي السياسات، والخبراء القانونيين، والأكاديميين، والصحفيين، يسعى الاتحاد إلى ضمان أن يصبح الإعلام الإفريقي حليفًا قويًا في جهود الوقاية، وتعزيز الصمود، وتحقيق العدالة للنساء والفتيات.

































