مؤسسة الاتحاد الأفريقي للإذاعات تنظّم دورة تدريبية حول سرطانات الذكور وتدعو الإعلام والحكومة إلى التحرك للكشف المبكر.
- gaoudairene
- 15 أبريل
- 2 دقيقة قراءة
تاريخ التحديث: 16 أبريل

قال المدير العام للاتحاد الإفريقي للإذاعات (AUB)، غريغوار نجاكا، إن صياغة روايات تبرز التجارب الشخصية وتُسمِع صوت الناجين من السرطان وعائلاتهم، تُمكّن وسائل الإعلام من تعزيز الأمل والقدرة على التحمّل، كما تعزز روح التضامن المجتمعي وتُسهم في رفع مستوى الوعي العام.

المدير العام للاتحاد الإفريقي للإذاعات، السيد غريغوار نجاكا، وفي رسالة مصوّرة وجّهها السيد نجاكا خلال افتتاح فعاليات الدروس المتقدمة التي تنظمها مؤسسة AUB لمكافحة السرطان (AFAC) حول سرطانات الذكور،أكد أن تسليط الضوء على التجارب الشخصية للمتعافين من السرطان وأسرهم، يسهم في تعزيز الأمل، وترسيخ روح التضامن المجتمعي، مشيرًا إلى أن الإعلام قادر من خلال السرد القصصي على تحويل الأرقام والإحصاءات الجافة إلى حكايات إنسانية مؤثرة. حيث قال: "تبدأ رحلتنا بالغوص في أعماق علم الأوبئة، وتشخيص وعلاج سرطانات الذكور، ما يتيح لنا الإلمام بالجوانب البيولوجية والاجتماعية والثقافية المحيطة بالمرض، ومن ثم إنتاج محتوى إعلامي دقيق وإنساني، يثري الوعي العام دون أن يزرع الخوف".
وشدد السيد نجاكا على أهمية الإعلام في بناء وعي مجتمعي قائم على الفهم والمعرفة، بعيدًا عن التهويل أو التهوين، معتبرًا أن الإنسان هو محور الرسالة الإعلامية، وأن رواية قصصه هي السبيل الأقوى للتأثير.
وفي جلسة افتتاحية قوية ضمن هذه السلسلة من الدروس المتقدمة، قدّم الدكتور سامي بن رحوما، الخبير في الطب والصحة العامة، عرضًا معمقًا وواقعيًا حول مدى انتشار وخطورة السرطانات التي تصيب الرجال، مركّزًا بشكل خاص على سرطان البروستاتا وسرطان المثانة، مسلطًا الضوء على التحديات الصحية والوقائية ذات الصلة.

وفي تحاضرٍ مرئي حضره إعلاميون من مختلف أنحاء القارة الإفريقية، شدّد الدكتور سامي بن رحوما على الحاجة الماسّة إلى رفع مستوى الوعي العام، إلى جانب ضرورة توفير دعم حكومي فعّال، لمواجهة ما وصفه بأنه من بين أخطر الأزمات الصحية المتصاعدة في إفريقيا.
وأوضح الدكتور بن رحوما أن سرطان البروستاتا يُعدّ من أبرز أسباب الوفاة المرتبطة بالسرطان بين الرجال، بينما يُمثل سرطان المثانة – رغم قلة الحديث عنه – تهديدًا لا يقل خطورة. وسلّط الضوء على مجموعة من عوامل الخطر المرتبطة بسرطانات الذكور، أبرزها التدخين، والتعرض المزمن للمواد الكيميائية الصناعية، وفي بعض الحالات العوامل الوراثية.
وأشار إلى أن سرطان المثانة غالبًا ما يظهر بأعراض خفية في مراحله المبكرة، مثل وجود دم في البول، وهي علامات غالبًا ما يتم تجاهلها أو التقليل من شأنها، ما يؤدي إلى تأخر في التشخيص والعلاج.
وأكد بن رحوما، في مداخلة مؤثرة، على أهمية الكشف المبكر من خلال الفحوصات الطبية المنتظمة، مشيرًا إلى أن التدخل في الوقت المناسب يُمكن أن يُنقذ حياة المريض. كما دعا إلى ضرورة تطبيع ثقافة الفحص الدوري، خاصة لدى الرجال الذين تجاوزوا سن الخمسين.

إلى جانب دعوته لتعزيز الوعي العام، استغل الدكتور سامي بن رحوما منصة التحاضر المرئي لتسليط الضوء على ضعف الاهتمام بالبحث الطبي في إفريقيا، معتبرًا ذلك فجوة مقلقة في سياق الجهود العالمية لمكافحة السرطان. وقال إن القارة الإفريقية متأخرة بحوالي 150 عامًا في مجال أبحاث السرطان، مقارنة بالإمكانات المتوفرة في المناطق الأكثر تقدمًا في العالم.
ودعا الحكومات الإفريقية إلى تخصيص تمويلات معتبرة للبحث الطبي، مؤكدًا أن الحلول المحلية، المصممة بما يتوافق مع الخصوصيات الوراثية والبيئية لسكان القارة، هي السبيل الوحيد نحو استجابة صحية مستدامة وفعّالة.

تُعدّ الدروس المتقدمة التي تنظمها مؤسسة AUB لمكافحة السرطان (AFAC) حول سرطانات الذكور، برنامجًا تدريبيًا عبر الإنترنت يتكوّن من أربع جلسات، ويستهدف تمكين الإعلاميين بالمعرفة والمهارات اللازمة لتثقيف الجمهور بشكل أفضل حول هذه الأنواع من السرطان.
ويشتمل البرنامج على مجموعة من المحاور المتخصصة، من بينها: فهم سرطانات الذكور، المعالجة الإعلامية والأخلاقيات، السرد القصصي والشهادات الحية، واستراتيجيات الوقاية والتوعية.
Comments