افتتاح ورشة عمل الاتحاد الإفريقي للإذاعات (AUB) ومنظمة اليونسكو لتطوير وسائل الإعلام في موريشيوس
- gaoudairene

- قبل يومين
- 3 دقيقة قراءة

شددت حكومة موريشيوس على تضامنها مع سائر الدول الإفريقية في مواجهة أزمة المناخ، مؤكدةً أن تغيّر المناخ لا يعترف بالحدود، وأن أحداً لا يمكنه الإفلات من تداعياته المدمّرة.

أثناء كلمته في الجلسة الافتتاحية لورشة عمل الاتحاد الإفريقي للإذاعات (AUB) ومنظمة اليونسكو لتطوير الإعلام، التي عُقدت في موريشيوس، أشار معالي وزير البيئة وإدارة النفايات الصلبة والتغير المناخي في موريشيوس، السيد راجيش أناند بهاجوان، إلى أن أي جهد يُبذل لبناء قدرات الصحفيين على التغطية الفعّالة لقضايا تغيّر المناخ ومخاطر الكوارث يُعدّ ذا أهمية بالغة.

السيد راجيش أناند بهاجوان، قال إن الصحفيين يضفون صوتًا على واقع الدول الجزرية الصغيرة النامية في إفريقيا، ولديهم القدرة على تحويل الوعي إلى عمل، بوصفهم شهودًا في الصفوف الأمامية على كلٍّ من الدمار والإصرار اللذين يميزان النضال العالمي في مواجهة تغيّر المناخ.

وقال: "في الأوقات العصيبة، يسهم الصحفيون في رفع مستوى الوعي العام بالمخاطر والتهديدات، ويسلطون الضوء على عوامل الخطر، ويزوّدون شعوبنا بالمعلومات التي تمكّنهم من الاستعداد والتكيّف والازدهار، مع الاستمرار في مساءلة أصحاب السلطة. وعندما تضرب الكوارث، يكون لهم دور محوري في نشر الإنذارات المبكرة وتعزيز مشاركة الجمهور في عمليات الاستجابة والتعافي."

وأشار السيد بهاجوان إلى أن تغيّر المناخ بالنسبة للدول الجزرية الصغيرة النامية في إفريقيا ليس نظرية بعيدة أو مفهوماً مجرداً، بل هو مدٌّ متصاعد؛ فكل إعصار، وكل جفاف، وكل انخفاض في معدل هطول الأمطار، وكل انهيارٍ أرضي، يذكّر الشعوب بأن ثمن التقاعس عن العمل لا يُحتمل، ومن هنا جاءت العزيمة على تنمية قدرات الصحفيين، وهم يواصلون أداء رسالتهم في إنقاذ الأرواح في مواجهة الكوارث.

وفي معرض حديثها عن أهمية هذا البرنامج، أشارت منسقة الأمم المتحدة المقيمة في موريشيوس وسيشل، السيدة ليزا سيمريك سينغ، إلى أن الدول الإفريقية الجزرية الصغيرة النامية تقف في الخطوط الأمامية لأزمة المناخ، إذ تواجه ارتفاع مستويات البحار، والأعاصير الأشدّ قوة، وموجات الجفاف الطويلة التي تهدّد الأرواح وسبل العيش والنظم البيئية. وفي هذا السياق، فإن الحصول على المعلومات في الوقت المناسب أثناء الأزمات يمكن أن ينقذ الأرواح، ويحمي البنى التحتية، ويعزز القدرة على الصمود، ويسهّل عمليات الإنقاذ، ويُقصّر أزمنة الاستجابة الطارئة، ويدعم جهود التعافي وإعادة البناء بصورة فعّالة.

وفي هذا السياق، أوضحت السيدة ليزا سيمريك سينغ، أن "منظمة اليونسكو ومكتب الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث (UNDRR) يواصلان الاضطلاع بدورٍ ريادي في تعزيز أفضل الممارسات العالمية في مجال تطوير الإعلام والتواصل بشأن مخاطر الكوارث. وقد كانت كلتا الوكالتين في طليعة الجهود الرامية إلى تعزيز حرية الإعلام، وترسيخ المعايير الأخلاقية، ودعم التواصل بشأن مخاطر الكوارث بوصفه عنصرًا أساسيًا في بناء القدرة على الصمود."

كما اعتبرت أن الشراكة الطويلة الأمد بين منظمة اليونسكو والاتحاد الإفريقي للإذاعات في مجالات تطوير الإعلام والتدريب وحرية التعبير توفّر أساسًا متينًا للتميّز المهني والمسؤولية الاجتماعية في العمل الصحفي، في حين يقدّم مكتب الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث (UNDRR) الأطر العالمية والخبرة التقنية وأفضل الممارسات في مجال التواصل القائم على إدراك المخاطر وأنظمة الإنذار المبكر، بما يمكّن المؤسسات الإعلامية من التحرك بسرعة وبمصداقية في أوقات الأزمات.

كما أشاد المدير العام للاتحاد الإفريقي للإذاعات، السيد غريغوار نجاكا، بعزيمة المشاركين القادمين من أربع دول جزرية صغيرة نامية، وهي جزر القمر، والرأس الأخضر، وموريشيوس، وساو تومي وبرينسيبي، لما أبدوه من صبر والتزام في تنفيذ جميع مكونات البرنامج، التي شملت الدورات التدريبية عبر الإنترنت، والإنتاج المشترك، وإعداد مسودة الخطة المؤسسية للتأهب والاستجابة للكوارث، إلى جانب ورشة العمل الحضورية التي عُقدت في موريشيوس.

وأكد أنه، بصفته ممثلاً لقطاع البث الإعلامي، قال: "نحن نمتلك القدرة على صياغة السرديات وتحفيز العمل. فمن خلال التغطية الإعلامية الدقيقة، والإنسانية، والموجهة نحو إيجاد الحلول، يمكننا تمكين المجتمعات من الاستعداد والتكيّف والازدهار في مواجهة التحديات المناخية والبيئية. وهذه هي جوهر الشراكة بين الاتحاد الإفريقي للبث (AUB) ومنظمة اليونسكو، وبالطبع مكتب الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث (UNDRR)."

وأعرب المدير العام للإتحاد الإفريقي للإذاعات، عن تقديره لمنظمة اليونسكو ومكتب الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث (UNDRR) على شراكتهما المستمرة، كما ثمّن تعاون هيئة البث في موريشيوس، وذلك في إطار سعي الاتحاد الإفريقي للإذاعات (AUB) إلى بناء نموذج قاري للتواصل بشأن المناخ والكوارث، لا يقتصر دوره على إيصال المعلومات فحسب، بل يلهم أيضًا العمل ويبعث الأمل.

كما تناول عدد من المتحدثين الآخرين، من بينهم مستشارة اليونسكو الإقليمية للاتصال والمعلومات في إفريقيا، السيدة ميساكو إيتو، ورئيس مجلس إدارة هيئة البث في موريشيوس، السيد أمارش راملوغون، الدور الذي يمكن أن تضطلع به وسائل الإعلام، ليس بوصفها مجرد مراقب لأزمة المناخ، بل كعامل فاعل في تعزيز الوعي والاستعداد وبناء القدرة على الصمود.

وتُعدّ هذه الورشة المرحلة الختامية من برنامج تطوير الإعلام المشترك بين الاتحاد الإفريقي للإذاعات (AUB) ومنظمة اليونسكو، والذي بدأ بدورة تدريبية عبر الإنترنت، تلتها عملية إنتاج مشتركة عابرة للحدود نفّذتها الدول المشاركة، إضافةً إلى إعداد مسودة الخطة المؤسسية للتأهّب والاستجابة للكوارث.







_edited_edited_edited.png)












































تعليقات